يعد القمع التسويقي من الأدوات الحيوية في عالم التسويق الرقمي، حيث يمثل نموذجاً استراتيجياً لفهم تحركات العملاء وتوجيههم نحو اتخاذ القرارات الشرائية، ويتبع القمع نهجاً تدريجياً يتيح للعلامات التجارية تحويل الزوار إلى عملاء ومن ثم تحقيق أهداف العمل بكفاءة وفعالية، وفي هذه المقالة نوضح مراحل القمع التسويقي وأهميته وأبرز مقاييسه.

 

ما هو القمع التسويقي Marketing funnel؟

القمع التسويقي هو نموذج استراتيجي يستخدم في التسويق لوصف مسار العميل المحتمل من مرحلة الوعي بالعلامة التجارية إلى الوصول إلى الشراء، ويشبه القمع شكل القمع حيث يتضيق تدريجياً كلما تقدم العميل في مراحل القرار والشراء، والقمع التسويقي عادةً يتألف من عدة مراحل:

 

 

أهمية القمع التسويقي

القمع التسويقي له أهمية كبيرة في استراتيجيات التسويق للعديد من الأسباب:

 

  1. فهم العملاء: يساعد القمع التسويقي على فهم تحركات وسلوكيات العملاء المحتملين وتفاعلهم مع علامتك التجارية، مما يسمح لك بتحسين استراتيجيات التسويق وتكييفها وفقًا لاحتياجات الجمهور.
  2. زيادة المبيعات: من خلال توجيه العملاء المحتملين خلال مراحل القمع، يمكنك زيادة معدلات التحويل وبالتالي زيادة المبيعات والإيرادات.
  3. تحسين تجربة العملاء: باستخدام القمع التسويقي بشكل فعال، يمكنك توجيه العملاء خلال رحلة تسوق سلسة ومنطقية، مما يسهل عليهم اتخاذ القرارات ويعزز تجربتهم مع علامتك التجارية.
  4. قياس الأداء: يوفر القمع التسويقي إطارًا قابلاً للقياس يمكن استخدامه لتقييم أداء حملات التسويق وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين لتحقيق أفضل نتائج.
  5. بناء العلاقات: يمكن للقمع التسويقي أن يساعد في بناء علاقات قوية مع العملاء من خلال توفير تجربة مرضية وملهمة خلال جميع مراحل الرحلة التسويقية.

 

أهمية القمع التسويقي

 

اقرأ أيضاً عن: أساسيات التسويق الرقمي لعام 2024

 

مراحل القمع التسويقي

التدفق التسويقي أو مراحل القمع التسويقي تمر بعدة خطوات من الضروري أن تكون على دراية بها للوصول إلى فهم أعمق، وفي هذه النقاط نشرح هذه المراحل بنوع من التفصيل:

 

1- الوعي (Awareness)

في هذه المرحلة، يتم جذب انتباه العملاء المحتملين وتوعيتهم بوجود منتجك أو خدمتك، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام وسائل التواصل المختلفة مثل الإعلانات، وسائل التواصل الاجتماعي، المحتوى المفيد، والعروض الخاصة، وفي هذه المرحلة، يتعرف العملاء المحتملون على وجود منتجك أو خدمتك، ويمكنك استخدام عدة وسائل لجذب انتباه العملاء، مثل:

 

 

2- الاهتمام (Interest)

بمجرد أن تكون هناك وعيًا للعملاء المحتملين بالمنتج أو الخدمة، يجب أن تثير اهتمامهم، ويمكن القيام بذلك عن طريق توفير المزيد من المعلومات المفصلة حول المنتج أو الخدمة، وعرض فوائدها ومميزاتها بشكل جذاب، وفي هذه المرحلة، يجب أن تبدأ في إثارة اهتمام العملاء المحتملين بمنتجك أو خدمتك وتوفير معلومات إضافية لهم، وبعض الطرق التي يمكنك استخدامها لتحقيق ذلك تشمل:

 

 

اطلع كذلك على: كيف افتح متجر الكتروني؟

 

3- الرغبة (Desire)

في هذه المرحلة، يجب أن ينشأ لدى العملاء المحتملين رغبة قوية في امتلاك المنتج أو الخدمة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تسليط الضوء على الفوائد الفريدة والقيمة المضافة التي يقدمها المنتج أو الخدمة، واستعراض تجارب العملاء السابقين والشهادات الموثوقة، ويجب أيضاً في هذه المرحلة، أن تعزز الرغبة لدى العملاء المحتملين في امتلاك منتجك أو خدمتك، وهذه بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها:

 

 

4- العمل (Action)

هذه هي المرحلة النهائية حيث يقوم العملاء المحتملون باتخاذ إجراء محدد مثل الشراء أو الاشتراك أو التسجيل، ويجب أن يكون لديك عملية سلسة وسهلة للعملاء لاتخاذ هذا الإجراء، ويمكن تعزيز ذلك من خلال توفير عروض خاصة، وضمانات، وتسهيلات في الدفع، وفي هذه المرحلة، يقوم العملاء المحتملون باتخاذ إجراء محدد مثل الشراء أو الاشتراك أو التسجيل، وهنا بعض الطرق لتحفيز العملاء المحتملين على العمل:

 

 

5- الولاء (Loyalty)

بعد أن يتم العمل مع العملاء وتحويلهم إلى عملاء فعليين، يجب العمل على بناء الولاء والحفاظ على العلاقة التجارية طويلة الأمد، ويمكن ذلك من خلال تقديم خدمة عملاء ممتازة، وتقديم عروض وتخفيضات حصرية للعملاء الموجودين، وتشجيعهم على تقديم توصيات للآخرين.

 

مراحل القمع التسويقي

 

اعرف أكثر حول: ما هي التجارة الإلكترونية؟

 

طرق لقياس وتحسين إستراتيجية القمع التسويقي

لقياس وتحسين استراتيجية القمع التسويقي، يمكنك اتباع مجموعة من الطرق والإجراءات، وهذه بعض الأفكار لقياس وتحسين استراتيجية القمع التسويقي:

 

1- تحليل المؤشرات الرئيسية للأداء (Key Performance Indicators – KPIs)

حدد مؤشرات الأداء الرئيسية التي تعكس نجاح استراتيجية القمع التسويقي، مثل معدل الاستجابة، معدل التحويل، تكلفة الاقتناص العملاء، قيمة العمر الزمني للعميل (CLV)، ومعدل الارتداد (Bounce Rate)، وقم بتتبع هذه المؤشرات على مدار الوقت وقارنها بالأهداف المحددة.

 

2- تقييم ردود الفعل والاستجابة

قم بجمع ردود الفعل من العملاء والعملاء المحتملين على استراتيجية القمع التسويقي الحالية، ويمكنك الاستعانة بطرق مثل استطلاعات الرأي، وتعليقات العملاء، وتقييمات المستخدمين لفهم ما يعمل وما لا يعمل في استراتيجيتك وتحسينها وفقًا لذلك.

 

3- مراقبة وتحليل البيانات

استخدم أدوات تحليل البيانات مثل جوجل أناليتكس وأدوات وسائل التواصل الاجتماعي لتتبع أداء حملاتك التسويقية، وقم بتحليل البيانات المتاحة لفهم تفاعل العملاء مع محتواك وقنوات التسويق المختلفة وتحديد النقاط القوية والضعف في استراتيجيتك.

 

4- اختبار A/B

قم بإجراء اختبار A/B لعناصر مختلفة في استراتيجيتك مثل العناوين، والعروض، والصور، والنداءات للعمل بغرض تحسين أداء حملاتك، ومن ناحية أخرى، قم بقياس ومقارنة النتائج واعتماد التغييرات الناجحة.

 

5- تتبع مسار العميل

قم بتتبع مسار العميل من خلال مختلف مراحل القمع التسويقي، بدءًا من المرحلة الأولى للوعي حتى العمل الفعلي، وتستطيع استخدام أدوات تحليل الويب والتتبع لفهم النقاط الضعيفة في المسار وتحسينها.

 

6- الاستفادة من التكنولوجيا والتحسين المستمر

استفد من التكنولوجيا المتاحة مثل أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM) وأدوات التسويق الأتمتة لتحسين العمليات وزيادة كفاءة القمع التسويقي، وقم بمراجعة وتحسين استراتيجيتك بشكل دوري واستمر في تحسينها بناءً على البيانات والتحليلات المتاحة.

 

يمكنك الاطلاع على: أهم استراتيجيات التسويق الإلكتروني

 

7- قياس التحويلات والعائد على الاستثمار

قم بتتبع التحويلات المحققة من خلال استراتيجية القمع التسويقي وحساب العائد على الاستثمار (ROI)، فقد تحتاج إلى استخدام رموز تتبع فريدة لتحديد مصدر التحويلات وقياس كفاءة كل قناة تسويقية.

 

8- مراقبة المنافسين

قم بمراقبة استراتيجيات القمع التسويقي التي يستخدمها منافسوك، فقد يمنحك ذلك فكرة عن الأفكار الجديدة والتكتيكات التي يمكنك تبنيها أو تحسينها في استراتيجيتك.

 

9- تواصل مع العملاء

تواصل مع العملاء بانتظام لفهم رغباتهم واحتياجاتهم وتوقعاتهم، واستخدم استطلاعات الرأي والتعليقات وقنوات التواصل الاجتماعي للحصول على ردود فعل مباشرة وقيمة.

 

10- التدريب والتطوير

استثمر في تدريب فريقك المسؤول عن القمع التسويقي لتحسين مهاراتهم ومعرفتهم، فقد تكون هناك دورات تدريبية أو موارد تعليمية تساعدك على تعزيز قدرات فريقك في تنفيذ استراتيجية القمع التسويقي بفعالية.

 

إستراتيجية القمع التسويقي

 

تستطيع القراءة أيضاً عن: كيف يعمل محرك البحث؟

 

ما الفرق بين قمع التسويق بين B2B و B2C؟

قمع التسويق (Marketing Funnel) يشير إلى المراحل التي يمر بها العملاء المحتملون لدى شركة ما، ابتداءً من مرحلة الوعي والاكتشاف وصولاً إلى مرحلة الشراء والاستبقاء، وهناك اختلافات بين قمع التسويق في سوق الأعمال للأعمال (B2B) وسوق الأعمال للمستهلك (B2C)، وفيما يلي سأوضح بعض الاختلافات الرئيسية:

 

أولاً: مدة دورة المبيعات

في B2B، غالبًا ما تكون دورة المبيعات أطول وأكثر تعقيدًا، حيث يتم اتخاذ القرارات بشكل جماعي ويشارك فيها عدة أطراف مهمة، فقد تشمل هذه العملية عروض أسعار مخصصة ومفاوضات مطولة، بالمقابل، في B2C، يكون لدى العملاء المستهدفين قرارات شخصية ويمكن أن يتم اتخاذها بشكل أسرع.

 

ثانياً: نوع العميل المستهدف

في B2B، يتم استهداف الشركات والمؤسسات الأخرى كعملاء، وعادةً ما يتعامل المسوقون مع أشخاص اتخاذ القرار في الشركة ويحتاجون إلى التفاوض وتلبية احتياجات الفرق المختلفة داخل المؤسسة، بينما في B2C، يتم استهداف الأفراد المباشرة كعملاء وينبغي أن يتم توجيه الجهود التسويقية لتحقيق تأثير فوري وشراء فردي.

 

رابعاً: قنوات التسويق

قنوات التسويق يمكن أن تختلف بين B2B و B2C، في B2B، يمكن استخدام قنوات التسويق المباشرة مثل المبيعات الشخصية، والعروض التقديمية، والشبكات المهنية، كما يعتمد كثير من القمع التسويقي في B2B على استراتيجيات التسويق الرقمي مثل البريد الإلكتروني والتسويق عبر المحتوى، بالمقابل، في B2C، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات التلفزيونية، والتسويق عبر البريد الإلكتروني للتواصل مع الجمهور المستهدف.

 

خامساً: العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار

في B2B، تعتبر العوامل العقلانية والمنطقية مهمة في اتخاذ القرارات، مثل التكاليف والأداء والجودة، ومع ذلك، في B2C، يمكن أن تتأثر القرارات بعوامل مثل العواطف والتحفيز الشخصي، بالإضافة إلى العوامل العقلانية.

 

تعرف كذلك على: أهمية تصميم هوية لعلامتك التجارية

 

أبرز مقاييس لقمع التسويق يجب قياسها

هناك العديد من المقاييس التي يجب قياسها لفهم وتحسين أداء القمع التسويقي. من بين أبرز هذه المقاييس:

 

  1. معدل الوصول (Reach Rate): يقيس مدى وصول حملتك التسويقية للجمهور المستهدف، ويتم حسابه بناءً على عدد الأشخاص الذين شاهدوا إعلاناتك مقارنةً بالجمهور المستهدف.
  2. معدل التحويل (Conversion Rate): يقيس نسبة العملاء المحتملين الذين قاموا باتخاذ الإجراء المطلوب مثل الشراء أو ملء استمارة الاتصال مقارنة بعددهم الإجمالي.
  3. تكلفة الاقتناص (Cost Per Acquisition – CPA): يحدد متوسط التكلفة لكل عميل محتمل يتم اقتناصه من خلال حملتك التسويقية.
  4. معدل الارتداد (Bounce Rate): يقيس نسبة الزوار الذين يغادرون موقعك دون التفاعل معه بشكل فوري، وهو مقياس لجودة تجربة المستخدم على موقعك.
  5. قيمة العمر الافتراضية للعميل (Customer Lifetime Value – CLV): يقيس القيمة المالية المتوقعة لكل عميل على مدى فترة استخدامه لمنتجاتك أو خدماتك.
  6. معدل الارتياد (Retention Rate): يقيس نسبة العملاء الذين يظلون مشتركين لفترة طويلة مقارنة بعددهم الإجمالي.
  7. معدل الربح على الإعلان (Return on Advertising Spend – ROAS): يحدد العائد المالي الذي تحصل عليه مقابل كل دولار تنفقه على الإعلانات.

 

شركة تسويق

 

بإمكانك التعرف أيضًا على: أفضل شركة تسويق الكتروني

 

باستخدام القمع التسويقي، تصبح رحلة العميل نحو الشراء أكثر سلاسة وفعالية، وتزداد قدرة العلامات التجارية على التواصل مع الجمهور المستهدف وتلبية احتياجاته بشكل أفضل، ويعد فهم مراحل القمع وقياسها بشكل دقيق يمكن أن يسهم في تحسين استراتيجيات التسويق وتحقيق النجاح والنمو المستدام. وفي هذا الصدد تستطيع التواصل مع شركة Expertise House للحلول التسويقية لحل كافة التحديات التي قد تواجه نمو أعمالك، ولاستهداف المزيد من العملاء، ووضع خطة عمل تساعدك على تحقيق مبيعات مستدامة وتغلب على منافسيك.

 

المصادر والمراجع

sproutsocialsemrushadvertising